في إطار التزامها بتعزيز الأمن الصحي في إقليم شرق المتوسط، نظمت امفنت، بالتعاون مع وكالة الأمن الصحي البريطانية (UKHSA) -  مشروع تعزيز تنفيذ اللوائح الصحية الدولية (IHR-SP)، ورشة عمل إقليمية بعنوان: "من الخطاب إلى التطبيق: التعاون متعدد القطاعات كأولوية أساسية للأمن الصحي العالمي"، وذلك في العاصمة الأردنية عمّان، خلال الفترة من 17 إلى 20 فبراير 2025.

هدفت هذه الورشة إلى دعم جهود تطوير وتعزيز التنسيق متعدد القطاعات بين البلدان المشاركة، ولا سيما في مجالي "الصحة الواحدة" وصحة الحدود، وذلك ضمن إطار اللوائح الصحية الدولية (IHR 2005). وقد جمعت الورشة 11 مشاركا من الكوادر الإدارية المتوسطة والعليا من مصر، والعراق، والمغرب، وباكستان، والأردن، ممثلين عن وزارات الصحة، والمعاهد الوطنية، وقطاعات حيوية أخرى.

افتُتحت الجلسات بكلمات ترحيبية ألقاها كل من نائب المدير التنفيذي في امفنت، الدكتور ماجد الجنيد، والممثل الإقليمي لوكالة الأمن الصحي البريطانية – مشروع تعزيز تنفيذ اللوائح الصحية الدولية، الدكتور محمد سرتاج، ومديرة البرامج في الفريق المركزي للمشروع ، الدكتورة إيرين غونزاليس. وأدارت الجلسة الافتتاحية المسؤولة الفنية الأولى في امفنت، السيدة أسماء القناص، حيث مهدت هذه الجلسة لانطلاقة تفاعلية مرتكزة على التطبيق العملي.

وفي كلمته الافتتاحية، شدد الدكتور الجنيد على أهمية النتائج العملية قائلا:

"هذه الورشة ليست للنقاش فقط، بل لوضع استراتيجيات قابلة للتنفيذ تساعدنا على بناء أنظمة صحية أقوى وأكثر قدرة على الصمود".

وخلال الأيام الأربعة، شارك الحضور في جلسات يقودها خبراء، وتمارين جماعية، وعروض قدمتها البلدان المشاركة لتبادل الخبرات وتعزيز الحوار بين البلدان والتعلّم المتبادل.

في اليوم الأول، تم التمهيد لموضوع الورشة من خلال تقديم المفاهيم الأساسية للتنسيق متعدد القطاعات، مع تسليط الضوء على دوره في إطار اللوائح الصحية الدولية، وعرض تجارب من المرحلة الأولى للمشروع في كل من باكستان والعراق. واختتم اليوم بتمارين جماعية تفاعلية لتعزيز العمل الجماعي.

وفي اليوم الثاني، استعرض ممثلو البلدان تجاربهم في تطبيق التنسيق متعدد القطاعات خلال جائحة كوفيد-19، وناقشوا مواضيع تتعلق بالصحة الواحدة وأمن صحة الحدود.

أما اليوم الثالث، فقد ركز على المنظور المؤسسي، وتناول رسم خرائط أصحاب المصلحة، واستراتيجيات تفعيل التنسيق متعدد القطاعات على مختلف المستويات، وخصوصا في حالات الطوارئ الصحية والأحداث العابرة للحدود.

وفي اليوم الرابع والأخير، تم تسليط الضوء على المهارات الفردية اللازمة لتفعيل التنسيق، مثل القيادة، والتواصل، وحل النزاعات. واختتمت الورشة بوضع خطط عمل مختصرة خاصة بكل بلد، وتوزيع الشهادات على المشاركين تقديرا لإسهاماتهم.

وتعد هذه الورشة محطة رئيسية ضمن المرحلة الثانية من مشروع تعزيز تنفيذ اللوائح الصحية الدولية، حيث تبني على الإنجازات والدروس المستفادة من المرحلة الأولى. كما تدعم المبادرة الأوسع التي تهدف إلى تحديد فجوات التنسيق، وتعزيز التعاون بين القطاعات، ووضع خطط عمل متماشية مع أولويات الصحة العامة الوطنية.

وفي ختام الورشة، تم تكليف المشاركين بصياغة خطوات عملية لتفعيل آليات التنسيق متعدد القطاعات في بلدانهم، مع توفير الدعم الفني المستمر من قبل امفنت.

يؤكد هذا المشروع التزام امفنت الراسخ بدعم النظم الصحية العامة وتعزيز الاستعداد لحالات الطوارئ في الإقليم. ومن خلال تعزيز التعاون متعدد القطاعات، تسهم امفنت ووكالة الأمن الصحي البريطانية في تمكين البلدان من الوقاية من التهديدات الصحية العامة واكتشافها والاستجابة لها بشكل فعال.