تماشياً مع اللوائح الصحية الدولية، أنشأ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لجان مراجعة للاطّلاع بعدة وظائف، من بينها إسداء المشورة التقنية بشأن أي مسألة يحيلها المدير العام فيما يتعلق بعمل اللوائح الصحية الدولية. وتعمل هذه اللجان بما يتفق تماماً مع لوائح منظمة الصحة العالمية الخاصة بأفرقة الخبراء واللجان الاستشارية، مما يضمن عملية قوية وقائمة على البينات لاتخاذ القرارات.

ودعى المدير العام إلى عقد سبع لجان مراجعة للوائح الصحية الدولية، اثنتان منها نشطتان: حالياً تقدم لجنة المراجعة المعنية بالتوصيات الدائمة[1] بشأن كوفيد-19 ولجنة المراجعة المعنية بالتوصيات الدائمة بشأن جدري القردة المشورة التقنية إلى المدير العام. وتهدف الجهود المتفانية التي تبذلها هذه اللجان إلى صياغة توصيات دائمة بشأن كوفيد-19 وجدري القردة، على النحو الذي اقترحه المدير العام، والمساهمة في استراتيجيات التأهب والاستجابة الصحية العالمية.

وتم إلغاء تصنيف جائحة كوفيد-19 كحالة من حالات طوارئ الصحة العامة ذات الأهمية الدولية في 5 مايو/ أيار 2023، وستكون التوصيات[2] المؤقتة الصادرة بموجب المادة 15 من اللوائح الصحية الدولية السارية حتى 4 أغسطس/آب 2023. وفي هذا السياق ستعمل لجنة المراجعة المعنية بالتوصيات الدائمة بشأن كوفيد-19 على تقديم الآراء والمشورة التقنية المناسبة وذات الصلة إلى المدير العام. وبالمثل، لم تعد فاشية جدري القردة متعددة البلدان تُعتبر حالة من حالات طوارئ الصحة العامة ذات الأهمية الدولية في 11 مايو/ أيار 2023، والتوصيات المؤقتة الصادرة بموجب المادة 15 من اللوائح الصحية الدولية سارية حتى 10 أغسطس/ آب 2023. وعلى أثره ستقدّم لجنة المراجعة المعنية بالتوصيات الدائمة المشورة التقنية المناسبة بشأن جدري القردة إلى المدير العام.

هذا واجتمعت اللجنتان عملاً بالمواد 16 و50-1. (ب) و53 من اللوائح الصحية الدولية، وبناءً على مشورة لجنة الطوارئ المعنية باللوائح الصحية الدولية، والتي عقدت اجتماعها الافتتاحي في 27 يوليو 2023.

ومن جهته يساهم المدير التنفيذي لامفنت دكتور مهند النسور بخبرته كعضو في كلتا اللجنتين دعماً لهما، وقد عمل سابقاً في لجنة المراجعة الخاصة بالتعديلات التي أدخلت على اللوائح الصحية الدولية (2005) - والتي انتهت ولايتها وتجري الآن مناقشات الدول الأعضاء بشأن التعديلات المقترحة.

وبالإضافة إلى مشاركة دكتور النسور، يشارك العديد من الخبراء البارزين الآخرين من إقليم شرق المتوسط  لضمان المدخلات الشاملة والتمثيل الإقليمي في اللجان. ومن بين هؤلاء المشاركين، الدكتور محمد عبد الفتاح عبد المولى عبد العزيز، الذي يشغل منصب وكيل وزارة الصحة والسكان للشؤون الوقائية في مصر، و الدكتور أكرم علي التوم، مستشار تطوير البرنامج الإقليمي لكوفيد-19 ومدير مشروع الأمل (Project Hope) في شمال إفريقيا؛ الدكتور محمد مصيّف، كبير المسؤولين الطبيين في مطار الدار البيضاء الدولي في المغرب، والمنسق الوطني لبرنامج مراكز الدخول في البلاد، والدكتور محمود الرحمن، مدير (امفنتEMPHNET) في بنغلاديش. وتَكْفل المشاركة النشطة لهؤلاء الخبراء البارزين حصول اللجان على وجهات نظر متنوعة وتوصيات مستنيرة، وبالتالي التصدي للتحديات والاحتياجات الفريدة للمنطقة.

كما ويدعم هذه اللجان خبراء دوليون مختلفون من مختلف المناطق والمؤسسات، بالإضافة إلى أمانة اللوائح الصحية الدولية. وتتوفر اختصاصات لجان المراجعة هذه هنا، مما يوفر الشفافية والوضوح فيما يتعلق بمسؤولياتها الأساسية. وستؤدي لجان المراجعة هذه دوراً حاسماً في حماية الصحة العالمية في مواجهة الأمراض المعدية بفضل خبرة أعضائها وتفانيهم، بما في ذلك مساهمات لجنة الطوارئ المعنية باللوائح الصحية الدولية.

[1] التوصية غير الملزمة التي تصدرها منظمة الصحة العالمية بشأن مخاطر الصحة العامة المستمرة المحددة عملاً بالمادة 16 بشأن التدابير الصحية المناسبة للتطبيق الروتيني أو الدوري اللازم لمنع انتشار المرض على الصعيد الدولي أو الحد منه والتقليل إلى أدنى حد من التدخل في حركة المرور الدولية. المصدر: اللوائح الصحية الدولية (2005).

[2]المشورة غير الملزمة التي تصدرها منظمة الصحة العالمية عملاً بالمادة 15 لتطبيقها على أساس محدد زمنياً ومحدد المخاطر، استجابة لطارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً، وذلك لمنع انتشار المرض على الصعيد الدولي أو الحد منه والتقليل إلى أدنى حد من التدخل في حركة المرور الدولية. المصدر: اللوائح الصحية الدولية (2005).